🟢 دروس من هدي القرآن الكريم 🔹الشعار سلاح وموقف🔹 ملزمة الأسبوع | اليوم الرابع ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي بتاريخ 11/رمضان/1423 | اليمن – صعدة

🟢 دروس من هدي القرآن الكريم
🔹الشعار سلاح وموقف🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الرابع
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 11/رمضان/1423 | اليمن – صعدة
‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
وعندمـا يرجـع النـاس إلـى الله سبحانـه وتعالى إلى القرآن الكريم، يتفهم الإنسان المسلم مسؤوليته أمام الله، أمام ما يحدث، سيجد المسؤولية كبيرة، ويجد أن التقصير كبير من جانب الناس فعلاً، وأنه تقصير عن أشياء ما زال بإمكانهم أن يعملوها، وهي مؤثرة تأثيراً كبيراً، الشعار أن يكون منتشر، العمل هذا نفسه، التوعيـة تكـون منتشـرة مـن المعلميـن والخطبـاء والمرشدين من الناس فيما بينهم، يكون هناك عمل هكذا منتشر في الساحة، مؤثر جداً على أعداء الله، مؤثر فعلاً من الآن.
بعضهم يقول: [هؤلاء الذين يرفعون الشعار لو جاء عليك شيء لما رأيت أحداً منهم]. الآن يرفعون الشعار، الآن الشعـار سـلاح، الآن الشعـار سـلاح، ومـا دام باستطاعة الكل أن يرفعوه فليرفعوه، حتى لو لم نرى هؤلاء في وقت آخر، هو الآن سلاح، هو الآن مؤثر، ومطلوب من الكل أن يستخدموا هذا السلاح المؤثر والسهل والذي هو في متناولهم، أن يهتف بشعار أليس فـي متناوله؟ دقيقة واحدة في الأسبوع، وأولئك يتحركون دائمـاً يسهـرون ويتعبـون دائمـاً وهـم يحاولـون كيـف يضربوننا، بوش منذ فترة وهو متحـرك! حتـى أعصابـه يتضح لك أنها مشدودة، من شدة انفعاله وحركته كيف يحاول يخلق المبررات لضرب العراق، ويتعبون جداً ويتحركون وينشطون.
ونحن تجد البعض ليس لديه استعداد أن يرفع هذا الشعار مرة واحدة في الأسبوع، دقيقة أو دقيقتين، بل بعضهم ينطلق ليعارض، وبعضهم يعارض ولا تراه يعارض على لعن المسلمين بهذه الطريقة نفسها، أليس هذا شيئاً غريباً؟ لو سمع مسلماً يلعن مسلماً في السوق، أو فـي المسجـد نفسه، لمـا انطلق يضج ويعارض بهذه الطريقة، بل سيخرج فقط ولا شأن له، هذا ملموس قد تشاهدون أنتم الذين يعارضون، هل هم يعارضون إذا سمعوا لعن مسلم؟ أو يرفع صوته ويضج، ويتحدى إذا سمع مسلماً يلعن مسلماً، لا، بل بعضهم قد يكون يلعن إمـا أهله، أو أحداً من أولاده، أو بقرته، أو حماره، أو أي شيء لـه، ربمـا لا يمـر الأسبوع إلا وقد لعن عدة مرات. أما اللعن لليهود فقد صار فيها شك، سيعـارض وليس مستعـداً يرفعها!
طيب فليفهم الإنسان بأنه عندما يعارض عملاً من هذا النوع فإنه يصد عن سبيل الله، والذي يقول: إن هذا الشعار لا يصح في المسجد! نقول له: عملك أنت الذي هو الصد عن سبيل الله هو الذي لا يجوز في المسجد، الذين رفعوا الشعار أنت تعلم أن هذا الشعار ضد أمريكا وإسرائيل، وأقل ما فيه أنه إعلان براءة من هؤلاء الأعداء، وعمل صالح، العمل السيئ هو أن تنطلق أنت في المسجد تصد عن هذا العمل. كيف تبيح لنفسك أن تعارض مسلماً في موقفه ضد يهود، أما عمله وهو يرفع شعاراً ضد اليهود ضد الأمريكيين والإسرائيليين تعتبر أنه لا يجوز لـه، مسلم يعارض يهود لا يجوز له، وهو يجوِّز لنفسه أن يعارض مسلماً في معارضته لليهود.
فما الـذي يجـوز والـذي لا يجوز من هذا؟ الذي يصد عن سبيل الله من داخل المسجد هو الذي لا يجوز له، وهـو الـذي يرتكـب قبيـحاً ويرتكب جريمة، لأنك أنت ما دخلك في هذا على أقل تقدير إذا لم تنطلق أنـت فـي هذا الموضوع أسكت لا تحاول أن تثبط آخرين، لا تحاول أن تعارض آخرين، لا يجوز لك هذا، لا يجوز لك حتى لو كنت تتصور أنه ليس فيه فائدة.
وصلت بنا الحالـة أن قلنـا لهـم: إذا أحد يقول لكم -مثلاً- لا ترفعوا الشعار في المسجد لأنـه خائـف، فأعطـوه ورقـة بيده أن هذا الشخص لا يرفع الشعار معنا، وأنه معارض لرفع الشعار، ووقعوها ويحتفظ بها في بيته، هل بعد هـذا شـيء؟ ليس بعده هذا شيء، من أجل إذا ظهر أحد يخاف منه يقول له: (معي ورقة أنني لا أرفع الشعار معهم ولا أتكلم بكلمة)، وينظر هل ستنفعه أمـام الأمريكييـن. لم ينفع عرفات كل ما عمل. لا يأتي شيء إلا وهو يرحب به، والعرب أليسوا يرحبـون بكل شيء؟ خطاب بوش هم رحبوا بكلمة بوش، أي قرار أمريكي يرحبون به، القرار ضد العراق رحبـوا بـه، أليسوا يقولون: مرحباً دائماً، لم تنفعهم مرحباً هذه، بعدهم، بعدهم.
لا تستطيـع أن تقـول: إن هذا عمل لا يؤثر، أثبت لك السفير الأمريكي، الذي يمثل أمريكا أنه مؤثر، ألم يثبت أنه مؤثر؟ إذا لم تكن أنت فاهماً ما هو تأثيره، فيكفيـك أقـل شـيء أنـه بـرز أن هذا الشخص الذي يعتبـر مـن دولة معادية، ولها خطط وأهدافها تسمع، ونراها تعمل على شاشة التلفزيون، يكفيني أنهم انزعجوا منه، وأنهم كارهين له، إذاً فهو عمل صالح، لأن الله يقول: {وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} (التوبة: 120) ينالون منه أي نيل، أي تأثير على العدو، هذا ما يتعلق بالشعار.

والمقاطعة الاقتصاديـة كذلـك، يجب على الناس أن يهتموا بها، المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، يحاولـوا أن يقاطعوها، المقاطعة مؤثرة جداً وحتى لو لم يكـن إلا منطقـة واحدة، لا أحد يقول كم هناك من أناس يشترون، هناك أناس آخرون يقاطعون في البلاد العربية، فأنت لا تحسب نفسك مع الذين لا يقاطعون، احتسب نفسك رقم إضافة إلى آلاف الأرقام الأخرى في البلاد العربية التي تقاطع.
قبل ليلتين أعلنوا أن شركة أمريكية، شركة تصنيع مواد غذائية أو مطاعم، أعلنت أنها ستقفل محلاتها أو مطاعمها في عشرة بلدان إسلامية، ستقفلها لأنها أفلست.
المقاطعة الاقتصادية، المقاطعة للبضائع مهمة جداً ومؤثرة جداً على العدو، هي غزو للعدو إلى داخل بلاده، وهم أحسوا أن القضية مؤثرة جـداً عليهم، لكن ما قد تجرأت الحكومات العربية إلى الآن أن تعلن المقاطعـة، تتخـذ قراراً بالمقاطعة، لأن الأمريكيين يعتبروها حرباً، يعتبرون إعلان المقاطعة لبضائعهم حرباً، لشدة تأثيرها عليهم.
فإذا كانت مؤثرة بهذا الشكل فلينطلق الناس فيها، ومعظمها أشياء يوجد بدائل لها، يوجد بدائل أرخص منها وأفضل منها، الإنسان المؤمن يكون لديه هذا الشعور، لديه هذا الاهتمام، حتى ولـو كنت تظن إنه لا يقاطع إلا أنت فاعمل هذا الشيء، لا تشتري بضائع أمريكية.
نزلت قوائم فيها أسماء بالبضائع الأمريكية التي يقاطعها الناس، يهتم كل واحـد أنـ يقاطعهـا، يهتم كل واحد أنه يذكِّر صاحب دكان أو صاحب متجر ألا يستورد منها، وإذا قد أستورد كمية يحاول أن يصرفهـا ويكفي، لا يستورد شيئاً جديداً.
في الأخير سترى كم ستظهر من أرقام كبيرة من ملايين الدولارات خسارات للشركات الأمريكية، والأمريكيون ليست حركتهم هذه الكبيرة إلا بتمويل العرب، بعائدات أموال العرب، الاستثمارات الكبيرة التي لديهم، البلاد العربية سوق كبيرة لمنتجاتهم وشركاتهم. على الناس أن يتركوا كلمات: [أن هذا العمـل لا يؤثر، وهذا ليس منـه فائـدة، ماذا عساه أن يفعل؟ ماذا سيكون تأثيري عليهم إذا لم أعد أشتري كوب عسل، لا.]
على الناس أن يتركوا هذه التفسيرات، وينطلقوا من منطلق أن المقاطعة الاقتصادية ما دامت تؤثر، إذاً سنقاطع، وسترى بأنك أنت شخص واحد كم ستكون مشترياتك في السنة الواحدة، ستكون أرقاماً كبيرة، خلي عنك آلاف معك، وإذا كنت ترى أهل بـلادك لا يقاطعون ولا يهتمون، فاعتبر نفسك لست رقماً غريباً، أنت رقم مع مقاطعين كثير في إندونيسيا في ماليزيا في مختلف البلاد الإسلامية، والبلدان العربية الأخرى، احسب نفسك واحد مع هؤلاء في المقاطعة، لا تحسب نفسك واحداً مع الذين لا يرضون أن يقاطعوا ولا يرضون أن يفهموا من أهل البلاد.
لأن هذه هي مظهر من مظاهر أنه لا يوجد أي استشعار للمسؤولية، ولا التفات إلى القرآن الكريم، باعتبارنا مسلمين نفهم هل هناك مسؤولية علينا أو لا، أو كل واحد منطلق لا يفكـر ولا يبالي نهائياً، ويظن في نفسه أنه سيسلم، إن الأسلم أن نترك ولا نعمل شيئاً، لا نرفع شعارات، لا نقل أي كلمة، لا نوزع شريطاً، لا، لا. إلى آخره.
هذا لا يمكن، لأنك عندما تتوقف عن هذه الطريقة، لماذا لا تحاول أولاً أن تذهب إلى الأمريكيين تقول لهم، نحن مستعدون أن نتوقف، نحن مستعدون أن لا يكون لنا أي عمل ضدكم لكن أنتم أتركونا ولا يكون لكم أي عمل ضدنا وضد ديننا، هل ستحصل على ضمانتهم؟ لا يمكن أن تحصل عليها.
طيب أنت عندما تقول: نتوقف وهم يتحركون، أنت تخدمهم بهذا، لأنـك عندما يكون معك عدو، هل أنت ترغب أن يكون هذا العدو متيقظاً وقوياً ومتحركاً، أم رغبتك أن يكون ساكتاً وهادئاً من أجل أنك تسيطر على بلاده، وتسيطر على ممتلكاته؟ أين رغبة الأمريكيين، أن نكون متحركين وواعيـن ومحاربيـن، وضـد مؤامراتهـم أو أن نكـون ساكتين؟ بالطبع رغبتهم أن يكون الناس ساكتين، هم يعرفوا أن السكوت هو الذي يخدمهم.
الله قال في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْـرِ فَهَـلْ مِـن مُّدَّكِـرٍ} (القمر: 17) {كِتَـابٌ أَنزَلْنَـاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِـهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (ص: 29) نرجـع إلـى القـرآن الكريـم بتذكر وتدبر، وستفهم أشياء كثيرة من القرآن الكريم، يفهم الإنسان أشياء كثيرة منه.
أنت تستطيع أن تعرف المواقف التي هي منسجمة مع القرآن، أو مواقف مخالفة للقرآن، من قبلك أنت ومن قبل آخرين، أنت ستعرف المواقف التي هي متفقة مع القرآن الكريم وتعتبر تطبيقاً لآياته، من المواقف التي تعتبر رفض للقرآن الكريـم، ونأخذ دروس أو تعليمات من الأمريكيين أنفسهم، إذا لم نكن إلى درجة أن نفهم من كتاب الله، تفهم من تصرفات الأمريكيين أنفسهم، لاحظ كيف نحن مثلاً نقول: الناس ضعاف ليس بأيديهم شيء، ماذا يوجد لدينا؟ لا يوجد لدينا شيء، ولا. ولا.

طيب لماذا السفير الأمريكي عندما يخرج يحسب ألف حساب للأسلحة التي يراها أمامه في سوق الطلح، مع أنه يعلم أن لديه صواريخ عابرة للقارات، لديهم طائرات، وكل أسلحتهم متطورة من أرقى الأسلحة، لديهم قنابل نووية، هل الأمريكي عندما يرى تلك البنادق معروضة في دكاكين في سوق الطلح، هل هو يمر من عندها ولا يبالي؟ أو أنه عندما يرى ألغاماً، ويرى قنابل يدوية، ويرى مواصير آر بي جي، وأشياء من هذه، فهل هو يمر من عندها ولا يفكر فيها، يقول: نحن عندنا صواريخ، وعندنا طائرات، ماذا ستفعل هذه؟. بل هو يحسب ألف حساب لهذا.
نأخـذ عبـرة من هذا، حتى تفهم بأن منطقك أنت عندما تقول: [ماذا لدينا؟! ماذا نستطيع أن نعمل؟!] فإنـك غبي، إذا كنت أقول هكذا فأنا غبي، الأمريكي يرى أن هذه الأشياء تعمل ألف شيء، أن يكون عند اليمنيين أسلحة من هذه الأسلحة الخفيفة فإنها ستعيق، ستجعل من هؤلاء الناس أناس قابلين على أن يعيقوا هيمنة أمريكا عليهم، ولو كانت تمتلك صواريخ، وتمتلك قنابل نووية، وتمتلك طائرات، ودبابات، وأشياء من هذه.
فتصرفه شاهد على أن باستطاعة الناس أن يعملوا شيئاً، وبهذه الأسلحة البسيطة التي معهم التي يراها أمامه في سوق الطلح، وهو ليس غبياً مثلنا، يمر ويقول: [ماذا يمكن أن تعمل هذا البندقية؟! ونحن لدينا صواريخ، يرمي بطلقة ونحن لدينا قاذفات صواريـخ] هـم يحاولـون أن يبعدوا هذه الأشياء، لأنهم يعرفون أنها ستشكل عائقاً أمامهم.
تجـد العربـي منا يقول: [ماذا لدينا، ماذا ستعمل بندقيتي أمام كذا] أليس منطق الناس هكذا؟ [ماذا سيعمل منطقنا حينما نقول: الموت لأمريكا، ماذا ستعمل بندقيتي أمـام أمريكـا ماذا، ماذا…؟!] ينتهي القرار بعد قائمة من ماذا، ماذا إلـى أنـه لا يوجد حل إلا أن نقبل كل شيء ونستسلم وليحصل ما يحصل، ضد ديننا وضد بلادنا، ولا نبالي.
#ويزكيهم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com