دروس من هدي القرآن الكريم 🔹الشعار سلاح وموقف🔹 ملزمة الأسبوع | اليوم الأول ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي بتاريخ 11/رمضان/1423 | اليمن – صعدة

🔴دروس من هدي القرآن الكريم
🔹الشعار سلاح وموقف🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الأول
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 11/رمضان/1423 | اليمن – صعدة
‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
[من المؤسف أن تسمع أن هناك من يتكلم من اليهود والنصارى على رسول الله، وعلى القرآن، وعلى الإسلام] وتـرى العـرب فـي المقابـل، ما يحصل منهم مواقف قوية، بل يصل الأمر إلى أنه مثل ما حصل عندنا في صعدة عندما يندد الناس بأمريكا وإسرائيل، ويتكلمون على أمريكا وإسرائيل، يحصل مـن يقـول لـك: لا. يتركوا ويسكتوا، يتوقفوا لا يكتبوا هذا الشعار. إلى هذه الدرجة حصلت.
وكيف تريد أنت أن تسكتنا ألا نتكلم على اليهود والنصارى، والله قد لعنهم في القرآن الكريم! كيف لا نتكلم على أمريكا وإسرائيل، وها هم لا يسكِّتون من يتكلم منهم على رسول الله، وعلى القرآن، وعلى الإسلام، لا يسكتونهم.
أي كتابات فيها ردود، فيها تشنيع على الأمريكيين، على اليهود والنصارى عندما يتكلمون على رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) المفروض أن تنشر ويتحرك الناس فيها، أي عمل يعتبر تشهيراً بأعداء الله، موقفاً منهم، ينطلق الناس فيه لا يتوقفون وإن منعتهم الدولـة، لأن بعض المسؤولين يأتي من جهة نفسه يتصرف هكذا، مثلما عمل المحافظ في صعـدة يقول لـك: لا عاد يكتبوا الشعار، لا عاد يلصِّقوا الشعار، وأزال الملصقات منه!
هذا عمل ليس طبيعياً، نقـول لـه: كيـف تريد أن تسكِّت الناس، وهـؤلاء الأمريكيون لم يسكَّتوا أصحابهم وهم يسبون رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يسبون رسول الله، سباً أشد من كلمة الموت لأمريكا، أصلاً كلمة الموت لأمريكا ما هي كلمة سب أبداً، بل هي إعلان موقف: أننا نعتبرهم أعـداء، نتعامـل معهم كأعداء، أما اللعنة على اليهود فاللعنة قد لعنهم الله في كتابه في عدة آيات.
كيـف يبلـغ الحال بالعرب إلى أن يأتي مسؤول فيهم، إلى أن يصل الحال بدولهـم أن تحـاول ألا يتكلم الناس حتى الكلمة ضد أعداء الله، وأعداؤهم في الوقت نفسه يحاربونهم بكل وسيلة، يحاربوننا بالكلام، بالأسلحة، بالاقتصاد، في كل مجال.
وفي شهر رمضان – ولا يزال الناس في أول الشهر – يحاول الناس أن يهتموا بتدبر القرآن الكريم، وسيعرفون أن الأشيـاء تكون مهمة جـداً، مهمة جـداً مسألة أن يكون الإنسـان ملتزمـاً بكتـاب الله، وأن يهتدي بكتاب الله، قضيـة تتوقـف عليهـا نجاته، وهدايته في الدنيا وفي الآخرة، ويتوقف عليها عزة المسلمين، وعزة العرب بالـذات، وقوتهم وتمكينهم يتوقف على الاهتمام بالقرآن الكريم، بغيره لا يمكن أن تقوم لهم قائمة ولا يمكن أن ترتفع لهم راية إطلاقاًَ؛ لأنهم ربطوا بالدين، ربط مصير العرب بالدين.
عندما يربطهم بمسؤولية، يربط بهم الدين، ليس فقط كعبادة بـل كمسؤوليـة، أن يتحركـوا لـه، وأن يكونوا أنصاراً له، وأن يجاهدوا في سبيله، فمتى ما فرطـوا فيـه، فلا يمكن أن تقوم لهم قائمة، ولا يمكن أن يعتزوا.
هـذا الذي هـو حاصـل والذي يشهد له واقع الناس اليوم، لهـذا واجـب النـاس أن نعـود إلى القرآن الكريم في هذه الظروف التي يواجه فيها الدين حملات شديدة، أول شيء نحصن أنفسنا، ونحصن أولادنا، حتى لا يصبحوا عرضة للتضليل، لا يصبحوا عرضة بأن يجندوا في الأخير لصالح أعداء الله، لصالح اليهود والنصارى، قد يٌجندون فعلاً.
لأن الأمـة قـد مرت بحالة مثل هذه، الاستعمار الذي انتهى قبل فترة، الاستعمار العسكري الذي كان موجوداً استعمار بريطاني وفرنسي وإيطالي وبلجيكي وغيره، كانوا يسوقون الناس في الحرب العالمية، يسوقون المسلمين ليقاتلوا تحت راية البريطانيين، تحت راية الإيطاليين، تحت راية الفرنسيين، يجند عشرات الآلاف من المسلمين يقاتلـون لصالحـه، لأطماعـه، هـذا يعتبر من أسوأ المواقف، من أسوأ الحالات.
هكذا الناس، وناسين أنهم في مستقبل استعمار جديد، استعمار لكن بأسلوب أخبث من الأول، كان الأسلوب الأول يكون من البداية عبارة عن هجوم، الهجوم يخلق عند الناس حالة ردة فعل واستيـاء مـن المستعمـر، ولهـذا تجد أنهم في الأخير اضطروا إلى أن ينسحبوا من البلدان التي استعمروها.
الاستعمار الحديث الآن جاء تحت عنوان خبيث، باسم مكافحة إرهاب، ومعهم مجموعة يسمونهم إرهابيين يوزعونهم على المناطق، ثم يقولون: نريد أن ندخل لنطاردهم، نلحق وراءهم، ويدخلون المناطق، يدخلون البلدان، يدخلون البلاد ويحتلونها ويهيمنون عليها، ويكونـون قـد أخضعـوا الدولة فيها، والناس لا يرون شيئاً إلا عندما تستحكم قبضتهم، لا يرى النـاس أشيـاء، لا يرون أمريكيين أمامهم زاحفين إلا بعدما تكون قد استحكمت قبضتهم، قد دخلوا البلاد، وبنوا قواعد عسكرية، وتوافدوا بأعداد كبيرة.

مؤسسة الشهيد زيد علي مصلح, [12/11/46 02:55 م]
ولا يزال تحت عنوان مكافحة إرهاب، مثلما تعمل إسرائيل الآن، لاحظ إسرائيل كم قد مضى على احتلالها لفلسطين؟ حوالي خمسين سنة، وتلاحظ أنهم لم يحصلوا على ذريعة أفضل مما حصلوا عليه تحت اسم مكافحة إرهاب في هذه الأيام، في هذه السنة، الآن يدخلون المدن وباسم أنهم يطاردون إرهابيين، يدمرون ويقتلون ويجرفون مزارع ويقلعون الأشجار، باسم أنهم يطاردون إرهابيين، وباسم مكافحة إرهاب، وأنهم يكافحون إرهابيين، وهناك إرهابيون يحاربونهم.
استخدموه الآن كسلاح، استخدموه كذريعة، كمبرر ليلجمـوا بـه العـرب، لأن الحكومـات العربيـة أرغمتهـا أمريكا أن تدخل معها في اتفاقية مكافحة الإرهاب، وفلسطين إرهابيون، وستدخل إسرائيل لتلاحق الناشطين في حماس، في فتح، في الجهاد الإسلامي، تحت مبرر [هؤلاء إرهابيون] وهي محتلة، أليست محتلة من قبل؟ لم تجد لها ذريعة مثلما وجدت لها في هذه السنة، وهو كان بداية شر هذا العنوان الذي طرحوه باسم مكافحة إرهاب، وأنـت تجـده أنـه لا يتوجه إلا إلى المسلمين، وإلى المجاهدين من المسلمين، أي: المقصود من ورائه ضرب الحركات الجهادية، وضرب حركات التحرر.
يعملون لهم مجموعة باسم أنهم إرهابيون وليسوا إرهابيين، بل هم أصحابهم، هم الذين ربوهم، هم الذين وزعوهم على المناطـق، ثـم يدخلـون باسـم أنهـم يلاحقونهم، يطاردونهم في أكثر من 60 دولة، من الذي سينقلهم إلى 60 دولة؟ من الذي سيعطيهم هذه الإمكانيات، الذين يسمونهم تنظيم القاعدة؟ وبعد ذلك يلاحقونهم.
وفي اليمن، اليمن له النصيب الأوفر من هذه الاتهامات، نصيب وافر ربما أكثر من أي بلد آخر، ألم يقولوا إن الأمريكيين ضربوا سيارة في مأرب بصاروخ من طائرة أمريكية؟ و قالوا حصل استنكار من أحزاب المعارضة، استنكار على الدولة نفسها، أنها فرطت، أو أن هذا يعتبر تفريطاً في سيادة اليمن، أن تصـل المسألـة إلى هـذه الدرجـة، طائرة أمريكية تلحق سيارة يمنية فيها يمنيون ويضربونهم، هكـذا علـى ما قالوا في هذا الموضوع، والله أعلم بحقيقته.
هذا يعتبر تدخلاً باسم مكافحة إرهابيين وملاحقة إرهابيين، والهدف هو البلاد، واستعمار البلاد وإفساد الناس ومحاربة الدين.
فعندمـا يرجـع النـاس إلى دين الله سبحانه وتعالى، لأنه ما بقي منجى إلا أن يرجعوا إلى الدين {وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (آل عمران: 101) ومـن خـلال تأمـل القرآن الكريم سيعرف الإنسان ما يجب عليه، كيف يجب أن يكون عند الله سبحانه وتعالى، يصف المؤمنين بأنهم قوامون بالقسط، آمرون بالمعروف، ناهون عن المنكر، منفقون في سبيل الله، يوجب عليهم أن يكونوا أنصاراً لدينه. هذه صفات المؤمنين التي تؤدي بهم إلى دخول الجنة، إلى أن يحصلوا على رضوان الله سبحانه وتعالى، ويفوزوا بالجنة النعيم العظيم الدائم.
ليست فترة أن يغلب على الناس حالة الخوف، أو حالـة اللامبـالاة، لأن الخوف هو من السكوت من القعود، حتى يتمكن أعداء الله، وبعدها سيضربون الناس في كل مكان، ويحاربون كل أنشطتهم الدينية ويحاربون مصالحهم ويحاربون كل شيء، هـم يحاولـون أن يذلـوا المسلميـن إذلالاً، ليست هكذا: لديهم مطامع مادية فقط، مازال فيها إذلال لهذه للأمة، محاربة لدينها، مسخ لثقافتها، هم يريدون – كما يقولون فـي أهدافهـم – أنهـم يريـدون أن يقيمـوا مملكـة داوود، أي مملكة إسرائيلية، مملكة صهيونية تحكم هذه المناطق كلها، البلاد العربية وغير البلاد العربية.
وبعد أن يهيمنوا على البلاد العربية التي هي منبع الثروات، سيهيمنون على الغرب، لأن لديهم فكرة أن يقيموا حكومة عالمية، فإذا احتلوا هذه المنطقة وهيمنـوا عليهـا استطاعـوا – مـن خـلال التحكم في ثرواتها، التحكم في منافذها، ولذلك تجد إسرائيل قد صار لديها قاعدة في البحر الأحمر، قريبة من باب المندب، قد صار لديهم قواعد هناك، إذا احتلوا هذه المنطقة، استطاعوا أن يتحكموا على بلدان أوروبا وعلى غيرها. تصبح أمريكا نفسها تابعة لإسرائيل، مثلما هي الآن إسرائيل في الصورة تابعة لأمريكا.
#ويزكيهم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com