🟢دروس من هدي القرآن الكريم 🔹الصرخة في وجه المستكبرين🔹 ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي بتاريخ 3/ذو القعدة/1422هـ | 17/1/2002م | اليمن – صعدة
🟢دروس من هدي القرآن الكريم
🔹الصرخة في وجه المستكبرين🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 3/ذو القعدة/1422هـ | 17/1/2002م | اليمن – صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
ثم عندمـا نتحـدث، ونذكـر الأحـداث وما يحصل في هذا العالم ومـا يحـدث، ووصلنـا إلـى وعي بأنه فعلاً يجب أن يكون لنا موقف، فما أكثر من يقول: (ماذا نعمل؟ ماذا نعمل؟ وماذا بإمكاننا أن نعمل؟) أليس الناس يقولون هكذا؟ هذه وحدها تدل على أننا بحاجة إلى أن نعرف الحقائق الكثيرة عما يعمله اليهود وأولياء اليهود، حتى تلمس فعلاً بأن الساحة، بأن الميدان مفتوح أمامك لأعمال كثيرة جداً جداً جداً.
أولا تدرون أن بإمكانكم أنتم في هذه القاعة أن تعملوا عملاً عظيماً، وكل واحد من كم بإمكانه أن يعمله وستعرفون أنه عمل عظيم عندما تحسون في أنفسكم أن عملاً كهذا سيثير هذا أو ذاك، وسينطلق المرجفون من هنا وهناك، والمنافقون من هنا وهناك فيرجفون ويثبطون.
الميدان ليس مقفلاً، ليس مقفلاً أمام المسلمين، أعمال اليهود والنصارى كثيرة، ومجالات واسعة، واسعة جداً، وهم يحسون بخطورة تحركك في أي مجال من المجالات لتضرب عملهم الفلاني، أو تؤثر على مكانتهم بصورة عامة، أو لتؤثر على ما يريدون أن يكون سائداً، غطاء على العيون وعلى القلوب.
أو قد يقول البعض: (فقط هي أحداث هنا وهناك) لقد حُسِم الموضوع بالشكل الذي يؤهل أمريكا لأن تعمل مـا تريـد وأن تعمـل فـي بقاع العالم الإسلامي كلـه، فمـا سمعنـاه بالأمـس في أفغانستان هو ما يُحَاك مثله اليوم ضد حزب الله في لبنان، هو ما يُحاك مثله اليوم ضد الجمهورية الإسلاميـة فـي إيـران، هـو مـا يُحاك مثله اليوم ضد المملكة العربية السعودية للسيطرة على الحج، على مشاعر الحج، فنحن من كنا نصرخ لتحرير القدس، سنصرخ، – إن كنا سنصرخ – عندما تُحتل مكة عندما تُحتل المدينة، وهذا محتمل احتمالاً كبيراً جداً.
فكيف ترى بأنه ليس بإمكانك أن تعمل، أو ترى بأنك بمعزل عن هذا العالم، وأنك لست مستهدف، أو ترى بأنك لست مُستذَل، ممن هو واحد من الأذلاء، واحد من المستضعفين، واحد من المُهانين على أيدي اليهود والنصارى، كيف ترى بأنك لست مسئولاً أمام الله، ولا أمـام الأمة التي أنت واحد منها، ولا أمام هذا الدين الذي أنت آمنت به؟!.
هذا شيء مؤكد، أنه بعد أن سلّم الجميع لأمريكا، أن تكون هي من يقود التحالف العالمي – والذي من ضمنه الدول العربية – لمكافحة الإرهاب.
والإرهاب مـا هـو من وجهة نظر أمريكا ما هو الإرهاب؟ فـي رأس قائمة الإرهاب هو ذلك الجهاد الذي تكررت آياته على صفحات القرآن الكريم، هذا هو الإرهاب رقـم واحد، من وجهة نظرهم، وهذا هو ما وقّع عليه زعماء العرب، ما وقع زعماء المسلمين على طمسه!
إذاً ربما شاهدتم ما يُدبر ضد حزب الله، وفعلاً هذا هدف رئيسي من وراء كل ذلك التمثيل، قصة أسامة أو التمثيلية التي كان بطلها أسامة وطالبان، فلا أسامة ولا طالبان هم المستهدَفـون، ولا ذلـك الحـدث الـذي حصل في نيويورك هو الذي حرك أمريكا، من يدري، من يدري أن المخابرات الأمريكية قد تكون هي من دبرت ذلك الحدث، لتصنع المبررات، وتهيئ الأجواء لتضرب من يشكلون خطورة حقيقية عليها، وهم الشيعة، هم الشيعة[وإن كانوا في نفس الوقت يكرهون الجميع ويستهدفون الجميع سنة وشيعة].
اليهود يعرفون بأن السنِّية لن يشكلوا أي خطر عليهم، ونحن رأينا فعلاً، رأينا فعلاً مـا يشهـد بأنهـم فعلاً ينظـرون هـذه النظـرة. أليـس زعمـاء العالـم الإسلامي اليوم سنيّة؟ أليسوا سنيّة؟ كلهم ربما واحد منهم (خاتمـي) شيعـي، هـؤلاء هم ماذا عملوا في هذا العالم؟
أليسوا هم من وافق، من سارع إلى التصديق على أن تكون أمريكا هي من يقود التحالف العالمي ضد ما يسمى بالإرهاب؟ ومن هو الذي يقود التحالف العالمـي؟ أمريكـا، أمريكـا هـم اليهـود، وأمريكـا هي إسرائيل، اليهود هم الذين يحركون أمريكا ويحركون إسرائيل، ويحركون بريطانيا، ويحركون معظم الدول الكبرى، اليهود هم الذين يحركونها.
لقـد تجلّت حقيقة خطيرة جداً.. خطيرة جداً جديرة بأن نلعن كل صوت رفع في تاريخ الإسلام أو خُطَّ بأقلام علماء السوء، أو مؤرخـي السـوء الذيـن عملـوا على تَدْجِيْنِ الأمة لكل حكام الجور على طول تاريخ الإسلام، نقول لهم: انظروا ماذا جنت أيديكم في هذا العصر، انظروا مـا تركـت أقلامكم، انظروا ما تركت أصواتكم، يوم كنتم تقولون: (يجب طاعة الظالم، لا يجوز الخروج على الظالم، يجب طاعته لا يجوز الخروج عليه، سيحصل شق لعصى المسلمين)، وعبارات من هذه. أنتم يا من دَجَّنْتُم الأمة الإسلامية للحكام، انظـروا كيـف دَجَّنَهـا الحكـام لليهـود، انظروا كيف أصبحوا يتحركون كجنود لأمريكا وإسرائيلونحن نعرف – من نتعلم ومـن نحمل علماً – ما أخطر ما أخطر مـا تجنـي علـى نفسـك وعلى الأمة باسم عالم وباسم علم. عندما رفعوا أصواتاً مثل تلك أيام أبي بكر، أيام عمر، أيام عثمان، أيام معاوية، أيام يزيد، أصوات كانت تُرفع، وهكذا علـى طـول تاريـخ الأمـة الإسلاميـة إلـى اليـوم نقـول لهـم: انظروا، انظروا دَجَّنْتُمونـا لأولئـك فدجنونـا لليهـود، وكمـا كنتـم تقولون لنا أن نسكت، أسكتوا لا ترفعوا كلمة ضد هذا الخليفـة أو هـذا الرئيـس، أو ذلـك الملـك أو هـذا الزعيم. هم اليوم يقولون لنا: اسكتوا لا تتحدثوا ضد أمريكا وضد إسرائيل!
فما الذي حصل؟ ألم يقدم علماء السوء القرآن الكريم والإسلام كوسيلة لخدمة اليهود والنصارى في الأخير؟
هـذا هـو الـذي حصـل، هـذا هو الذي حصل. ولا تُقْبل المبررات عند الله سبحانه وتعالى تحت اسم (لا نريد شق عصى المسلمين)، هذا هو شق عصى المسلمين، هذا هو كسر الأمة، هذا هو كسر نفوس المسلمين، هذا هو كسر القرآن، وكسر الإسلام بكله، أن تصبح وسائل الإعلام، أن تصبح الدول الإسلامية في معظمها هكذا تعمل على تَدْجِين الشعوب المسلمة، أبناء الإسلام، أبناء القرآن تُدَجِّنُهم لليهود والنصارى.. أي خزي هذا؟! وأي عار هذا؟!.
ثم بعد هذا من يَجْبُن أن يرفع كلمة يصرخ بها في وجه أمريكا وإسرائيل فإنه أسوأ من أولئك جميعاً، إنه هو من توجهت إليه أقلام وأصوات علماء السوء ومؤرخي السوء على امتداد تاريخ الإسلام وإلى اليوم، وهو من تتجه إليه خطابات الزعماء بأن يسكت، فإذا ما سكتَّ كنت أنت من تعطي الفاعلية لكل ذلك الذي حصل على أيدي علماء السوء وسلاطين الجور. فهل تقبل أنت؟ هل تقبل أنت أن تكون من يعطي لكل ذلك الكلام فاعلية من اليوم فما بعد؟
ألا يكفيك أنت ما تشاهد؟ ألا يكفيك مـا تـرى؟ إلـى أين وصلت هذه الأمة تحت تلك العناوين؟
وهـذا هو الذي كان يدفعنا – أيها الإخوة – إلى أن نتحدث بصراحة في مجالسنا بدءاً من أيام الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) إلى اليوم – حسب معرفتنا – لتتجلى الحقائق، لنكتشف الحقائق، إذا كان هناك لا يزال ذرة من إيمان، ذرة من إباء، ذرة من شهامة.
#ويزكيهم